الأكثر قراءة
اليوم:
حوار مع شيخ الحقوقيين السورين هيثم المالح
bedna7al — سبت, 10/01/2011 - 01:55
بدنا حل - خاص
عندما نوّد الحديث عن الثورة وعن النضال ضد الاستبداد علينا التوقف عند شيخ الحقوقين السوريين الأستاذ هيثم المالح، ليوّضح لنا رؤيته. التقيناه على هامش أحد مؤتمرات المعارضة وكان لنا معه هذا الحديث.
لا يخفى على أحد وجود حلافات بين أطراف المعارضة، هل هي خلافات فكرية وأيديولوجية، أو خلافات على تقسيم الحصص؟
في البداية أقول لا يمكننا أن نكون طوباويين وأن نتكلم من فراغ. لدينا على الأرض شعب مغيب عن قضاياه منذ خمسين عاماً، والنظام قد حال بينه وبين تشكيل قيادات حقيقية للشعب.
منذ عام 1958 خضع الشعب السوري لنظام بوليسي قمعي. وفي ظل هذا القمع مُنع الشعب من أن تكون له أية كلمة، ليس فقط من الناحية السياسية بل من ناحية الاقتصادية أيضاً ومن الناحية الاجتماعية وغيرها.
خلال هذه العقود الطويلة غابت قيادات الشعب الحقيقية، والقيادات التي كانت موجودة في السابق إما رحلوا عن البلاد أو ماتوا. فلم يكن من الممكن تأسيس تنظيمات سياسية فالنظام من خلال قمعه منع أي تشكيل سياسي من الوجود على الأرض.
كان ثمن الوحدة بين سوريا ومصر حلّ جميع الأحزاب في سوريا، وبعد الانفصال لم يكن من الممكن تشكيل أحزاب نتيجة سيطرة حزب البعث على السلطة.
إذاً مضى على سوريا خمسون عاماً بلا حراك سياسي، حتى أحزاب السلطة هي مجرد واجهة. في هذه السنوات الطويلة، خُلق ما يسمى بالتصحر السياسي، وفجأة حدثت الثورة السورية، طبعاً كانت للثورة أسبابها الناتجة عن تراكمات سابقة من اعتقالات وإهانات....الخ فخرج الشعب من قمقمه وثار مطالباً بحقوقه.
وبالمقابل كان للمعارضة حراكها فعقدوا المؤتمرات والندوات وهذا حراك طبيعي. لا يوجد للمعارضة قيادة موحدة والأحزاب الموجودة على الساحة أحزاب ضعيفة. فالناس انطلقوا لتحقيق ذواتهم من خلال حراكهم الثوري لا من خلال المعارضة. بالتالي وفيما اعتقد فإن ظاهرة عقد المؤتمرات ظاهرة صحية
لكن يوجد خلافات بين شخصيات المعارضة وأحزابها، فهل تعتبر هذا طبيعياً؟
هذا الاختلاف طبيعي، لكن عدم وجود اتفاق بينهم هو الأمر غير الطبيعي، توجد قواسم مشتركة، فمثلاً الجميع يريد إسقاط النظام وبناء سورية المستقبل.
ألم تكن الشهور الستة الماضية كافية ليتم الاتفاق الذي تتحدث عنه؟
هي فترة أكثر من كافية ليتوحدوا، والوحدة هنا ليست بمعنى أن يكونوا حزباً واحداً، المقصود هنا أن تكون لهم رؤية واحدة.
الشارع السوري يتساءل: إلى متى ستبقى المعارضة مفككة؟
هذا سؤال مهم، ويجب أن يطرح على الجميع. إن شاء الله قريباً أي في الأيام القليلة القادمة سيكون هناك أخبار جيدة ومعارضة ذات رؤية واحدة.
شاع في وسائل الإعلام وجود خلاف بينك وبين الدكتور برهان غليون حول هوية الدولة إن كانت علمانية أو إسلامية، وذلك في مؤتمر انعقد مسبقاً في استانبول.
هذا كلام غير صحيح ولا وجود له، والموضوع ليس كذلك، والدليل على كلامي هو البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر آنف الذكر.
يُقال إن هذه البيانات تعبتر "واجهة" وهي تغطي المشكلات التي تتم خلف الكواليس والدليل على صحة ذلك كما يقول البعض عدم وجود معارضة موحدة حتى الآن.
ليس عندي ما أخفيه. أنا مستقل ولا أنتمي إلى أي تيار أو حزب لذلك لا أخفي شيئاً.
لكن توجهك الإسلامي واضح.
بالطبع، فأنا مسلم. لكنني لا أنتمي إلى حزب أو تنظيم. السياسة شيء والعقيدة شيء آخر. السياسة عمل يتم على الأرض، والمعتقد و الإيديولوجيا هي خاصة بي. نحن نطالب بنظام ديمقراطي رغم عدم ذكر الإسلام للنظام الديمقراطي، لعدم وجود نظام حكم في الإسلام. الشعب يريد اختيار نظام الحكم الذي يريد لذلك ننادي بالديمقراطية.
هناك نقطة خلاف أخرى حول تسمية الجمهورية، فالبعض يريد إبقاء كلمة العربية والبعض الآخر يريد إلغاءها، ما موقفك؟
هذا موضوع يترك للمستقبل.
لكن يقول البعض، إن لم يتم حلّ الخلاف الآن ولم تعط الأقليات حقها، فما الذي سيضمن حقوقها في المستقبل؟
نحن الآن في حالة ثورة. الكل، عرباً واكراداً آشوراً وأرمناً، كل الأطياف الآن في حالة ثورة. الثائر لا يملك شيئاً والطلب يُطلب من السلطة. هدف الثورة هو إسقاط النظام وبعد إسقاط النظام تتم مرحلة البناء والتي سيكون فيها برلمان منتخب، حينئذٍ يطلب الناس من البرلمان ما يريدونه.
إذاً ما هي مطالب الثورة الآن؟
الديمقراطية والتعددية التي تضمن حرية المواطن وكرامته وحقوق الإنسان. لكن لنلاحظ بأن الثورة لا تطلب شيئاً الآن تريد الثورة إسقاط النظام ومن ثمّ نبني الدولة التي يكون أساسها ما سبق ذكره.
دائماً ما يُتهم هيثم المالح بأنّه يريد رئاسة مجلس انتقالي أو الجمهورية وما إلى هنالك من مناصب، كيف ترد؟
للأسف هذه رؤية قاصرة من البعض. أنا أطالب بالديمقراطية والتعددية التي تضمن حرية المواطن وكرامته وحقوق الإنسان، فكيف يمكن أن أكون ديكتاتورياً؟؟

الإبحار
ابحث
This work is licensed under a Attribution Non-commercial Share Alike Creative Commons license
علِّق